** هَلْ نَعودُ؟ **
كانَ لا بُدَّ مِنْ وَسيلَةٍ لِإِقْناعِ الْباقينَ بِالْعَوْدَةِ.
اِخْتَرَقَتِ الْجُموعَ زُمُرُّدُ، وَقالَتْ بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ: «شُهورٌ قَليلَةٌ وَسَنَضَعُ الْبَيْضَ نَحْنُ الْإِناثُ، وَإِنْ لَمْ نُخَبِّئْهُ في مَكانٍ آمِنٍ فَسَتَنْهَشُهُ الْأَسْماكُ الْأُخْرى نَهْشًا وَلَنْ تُبقِيَ مِنْهُ شَيْئًا.»
قالَتْ سَمَكَةٌ رَمادِيَّةٌ: «نُخَبِّئُهُ بَيْنَ الْحَصى وَالْحِجارَةِ النّاعِمَةِ كَما فَعَلَ آباؤُنا.»
أَخَذَتِ الْأَصْواتُ تَعْلو... وَالْكُلُّ أَصْبَحَ في حَالَةٍ مِنَ الْأَخْذِ وَالرَّدِّ... وَفي نِهايَةِ الْجِدالِ أَيْقَنَ الْجَميعُ بِأَنَّهُ لا سَبيلَ إِلّا بِالْعَوْدَةِ إِنْ أَرَدْنا الْحِفاظَ عَلى الْبُيوضِ، فَقاعُ الْبَحْرِ بَعيدةٌ جِدًّا وَرَمْلِيَةٌ أَيْضًا، وَلَنْ تَصْلُحَ أَبَدًا أَنْ تَكونَ مَخْبَأً لَها.
كانَ ذلِكَ الْيَوْمُ مِنْ أَسْعَدِ أَيّامي... وَأَخيرًا سَنَعودُ.