لَمْ يَنْدَمْ، بَلْ اِبْتَسَمَ وَقالَ: “وَفَّرْتُ عَلى نَفْسي عَناءَ الذَّهابِ إِلى السّوقِ، وَحَصَلْتُ عَلى طَعامٍ مَجّانِيٍّ وَدِفْءٍ
مَدى الْحَياةِ فِعْلًا الْأَوْلادُ الْبُرْصُ أَذْكِياءٌ”، ثُمَّ أَسْرَعَ بِاِتِّجاهِ الْبَيْتِ. تَعَجَّبَتْ أُمُّ جادٍ مِنْ عَوْدَةِ اِبْنِها السَّريعَةِ
وَقالَتْ: “أَيْنَ الْوَقودُ؟” أَفْرَغَ جادٌ الْكيسَ الْبُنِّيَّ في كَفِّهِ فَتَدَحْرَجَتْ مِنْهُ بُذورُ عِنَبٍ ثَلاثٌ؛ أَعْطى الْبُذورَ
لِأُمِّهِ بِفَخْرٍ وَقالَ: “جِئْتُكِ بِما هُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْوَقودِ؛ بُذورُ عِنَبٍ… بُذورُ عِنَبٍ سِحْرِيَّةٌ!”. تَجَمَّدَتْ أُمُّهُ في
مَكانِها لِلَحَظاتٍ، ثُمَّ اِحْمَرَّ وَجْهُها، ثُمَّ اِنْتَصَبَ شَعْرُها. ثُمَّ