بَدَأَتْ كائِناتٌ صَغيرَةٌ رُباعِيَّةُ الْأطْرافِ بِالظُّهورِ، يُطْلِقُ عَلَيْها أَهْلُ الْأَرْضِ اسْمَ الْبَرْمائِيَّاتِ. كانَ عُمُرُ الْأَرْضِ وَقْتَها أَرْبَعَةَ مِلْياراتٍ وَثَلاثَمِئَةِ مِلْيونِ عامٍ. يَجْذِبُ انْتِباهي عِبارَةُ (قَبْلَ مِئَتَيْ مِلْيونِ سَنَةٍ مِنَ الْآنَ). أَنْتَبِهُ إِلى تَشَقُّقِ مِساحَةٍ شاسِعَةٍ مِنْ قارَّةِ «بانْجْيا»، الشَّمالَ الْغَرْبِيَّ تَحْديدًا. بَدَأَتْ هذِهِ الْكُتْلَةُ في التَّصَدُّعِ وَالِانْفِصالِ تَدْريجِيًّا، جانِحَةً تِجاهَ الْجَنوبِ الْغَرْبِيِّ، أرى فَوْقَها اسْمَ (أَمْريكا الشَّمالِيَّةِ). تَعودُ الصُّوَرُ لتَتَسارَعَ؛ تَطَوَّرَتِ الْكائِناتُ عَلى هذا الْكَوْكَبِ الْجَميلِ، وَأُشاهِدُ مَبْهورًا ما يُطْلِقونَ عَلَيْهِ في الْأَرْضِ اسْمَ الدَّيْناصوراتِ، وَقَدْ بَلَغَتْ أَوْجَ قوَّتِها وَضَخامَتِها قَبْلَ مِئَةٍ وَخَمْسَةٍ وأَرْبَعين مِلْيونَ عامٍ. أَنْدَهِشُ جِدًّا! الدَّيْناصوراتُ عِنْدَهُمْ ضَخْمَةٌ، تَصِلُ أَطْوالُها إِلى عَشَرَةِ أَمْتارٍ، بَيْنَما عِنْدَنا في كَوْكَبِنا لا تَتَخَطّى الْعِشْرينَ سَنْتيمِتْرًا بِحالٍ! ما أُشاهِدُهُ في الْعَرْضِ أَنَّها بَرِّيَّةٌ مُتَوَحِّشَةٌ، فيما هِيَ عِنْدَنا كائِناتٌ داجِنَةٌ أَليفَةٌ تُطْلِقُ أَصْواتًا طَريفَةً.
